السبت، 16 مارس 2013

النخبة / المأساة

        ان ما نشهده اليوم من ضبابية الرؤية في متعدد المجالات الحيوية والتي منها بالأخص المدرسة التونسية والقائمين على مصائر ابنائنا وبناتنا ، في مستوى القرار السياسي او التخطيط الاستراتيجي لمستقبل المنظومة التربوية وبالتاي المدرسة التونسية. يدعو الى اطلاق صيحة فزع علّها  تصنع الحيرة او الدعوة الى الحيرة تجاه السكون القاتل الذي تعيشه النخبة الوطنية واستقالتها المحيّرة فعلا . فمأشاة تونس ، كما تبيّن اليوم ، في نخبتها التي اما انها متواطئة مع النظام السابق او مستقيلة كليا عن دورها التاريخي الحاسم الذي تمليه مكانتها المفترضة كقوة اقتراح ودفع وباتالي صنع الحراك التاريخي وتوجيهه ضمن المجتمعات. لكن يبدو انه يجب علينا مراجعة قناعاتنا التاريخية هذه وتونسة المفهوم .
       الا ان تونسة اي مقولة او مفهوم فكري معناه ان نعلن موته لأنه سيخرجنا عن اركيولوجية المفهوم ويولجنا سراديب الغموض والضبابية .انها دعوة الى كل النخب الفكرية والعلمية والسياسية والمالية ... الى ان تضطلع بدورها التاريخي وان تكف عن التغريد خارج السرب او ان تكون حية /ميتة . فإما ان تصحوا او تعلن موتها نهائيا وتترك المجال لغيرها من النخب الصاعدة والواعدة ( منطق التاريخ ) لتدلو بدلوها وتتماهى مع واقعها وانتظارات المجتمع منها ومن مكانتها التي يجب ان تكون عصية على المزايدات السياسوية النفعية والتهديمية في احيان كثيرة وخاصة في هذه المرحة التاريخية الحسّاسة من واقعنا الثوري الناشىء .